شريط الأخبار

*** كتاب جديد في علوم التربية ""طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين"" حمله الآن من صفحة "علوم التربية" ... لا تنتظر أكثر ... اقرأه فورا ***"

الاثنين، 24 فبراير 2014

استخدام خرائط المفاهيم في التعليم

اعتاد الأساتذة على ممارسة واستخدام التلقين في تنفيذ مواقفهم التعليمية، وهذا يتناقض تناقضا جوهريا مع ظاهرة الانفجار المعرفي وتضخّم المادة التعليمية التي تسود عصر المعلومات الذي نعيشه حاليا، وفي ضوء معطيات هذا العصر تغيّر دور المدرسة ولم يعد محصورا في تقديم المادة التعليمية واسترجاعها بل تجاوزه إلى تنمية مهارات الوصول إلى المعرفة والحصول عليها وتوظيفها، وتوليد المعارف الجديدة، ويأتي ذلك من خلال التعلم ذي المعنى والذي لا يتحقق إلا من خلال التركيز على الأفكار الرئيسة والمفاهيم الأساسية للمادة التعليمية دون اللجوء إلى الحشو والتفاصيل التي تذهب بأهمية المفاهيم المستهدفةلذا فطريقة التدريس هي إحدى العوامل المهمة والمؤثرة في مدى استيعاب الطلبة للمفاهيم، لذلك كان لا بد من استخدام استراتيجيات وطرق تدريس حديثة وفعالة.


اتجهت أفكار علماء التربية في العصر الحديث إلى البحث عن طرق مختلفة يكون فيها المعلم مرشدا وموجها ومساعدا للطلبة على فهم المعرفة وكيفية استخدامها وتوظيفها في الحياة العملية. نحن بحاجة إلى تقنيات واستراتيجيات تربوية من شأنها أن تمكن الطالب من تخزين المعرفة وإعادة استخدامها في مواقف جديدة.

تعد خرائط المفاهيم تقنية تربوية جديدة تنسجم ومعطيات التربية الحديثة في كون الطالب محور العملية التعليمية وصاحب الدور الرئيسي في عملية التعلم، وقد أكدت بحوث تربوية عديدة على أن خرائط المفاهيم أداة فاعلة في تمثيل المعرفة والبناء عليها، وأنها أداة هامة للتفكير الناقد والإبداعي، وتساعد في تحقيق التعلم ذي المعنى، وهو التعلم الحقيقي الذي نبتغيه نمطا من أنماط التعلم المدرسي، وتكمن أهمية خرائط المفاهيم في أنها ترسّخ لدى المتعلم منهجا للتفكير المنظم ٍيتواءم مع طبيعة الدماغ كما أشارت إلى ذلك أحدث البحوث في هذا المجال.

تمثّل الخريطة المفاهيمية أداة تخطيط بصرية محسوسة تمكن المتعلم من دمج المفاهيم الجديدة ضمن بنيته المعرفية من خلال نمط أو سياق يتواءم مع طبيعة عمل الدماغ، وإذا علمنا أنَّ 40 ٪ من المتعلمين يُصنفون كمتعلمين بصريين، فإنَّ الطلبة يتعلمون بشكل أفضل عندما تقدم لهم المفاهيم بشكل مخطط بصري منظم.

خصائص خرائط المفاهيم

هرمية ومنظمة

الهرمية في الخرائط المفاهيمية سمة جوهرية في الدلالة على جودة الخريطة ومدى فهم من أنتجها للمفاهيم المكونة لها، والهرمية هي أن تكون المفاهيم الأعم والأشمل في قمة الخريطة وتندرج تحتها المفاهيم الأكثر خصوصية والأقل شمولية، وتدل الهرمية على تمايز المفاهيم واختلافها، ومعلوم أن التعلم ذي المعنى يسير بيسر وسهولة، عندما توضع المفاهيم الجديدة تحت مفاهيم أوسع وأشمل.

مترابطة ومفسّرة

الكلمات والخطوط أو أسهم الربط بين المفاهيم تعد جانبا أساسيا في بناء الخريطة، حيث يؤخذ في الاعتبار أنه يمكن أن يكون هناك أكثر من طريقة ربط صحيحة، فغالبا ما توجد أكثر من طريقة تكون كلها صحيحة في ربط المفاهيم، ولكن لكل طريقة إيحاء مختلف، وتوفر كلمات وخطوط أو أسهم الربط ملاحظة دقيقة لظلال المعنى التي يمتلكها الطالب بالنسبة للمفاهيم المتضمنة في خريطته، وتساهم في الكشف عن التنظيم المعرفي لدى المتعلم.

تكاملية

تعد النظرة التكاملية في بناء الخريطة المفاهيمية ركنا هاما ترتكز عليه فلسفة ووظيفة هذه الخريطة، ذلك أن هذه النظرة التكاملية هي التي تستجلي عمق أو سطحية الفهم لدى المتعلم، ومن خلالها يمكن اكتشاف العلاقات الخطأ التي كوّنها المتعلم عن المعرفة، ومن جهة أخرى يعد الوصول إلى صورة تكاملية من نسج المتعلم جهدا إبداعيا يمكن توظيفه في تحسين التعلّم وتعميقه.

مفاهيمية

لقد عرفت المفاهيم بأنها نتاجات عمليات العلم وهي لبناته التي يبنى منها، وهي أساس المعرفة التي يطبقها علماء التكنولوجيا، وهي النتاجات التربوية المرغوبة. والمفاهيم مهمة لأنها اللبنات التي تبنى منها المعرفة العلمية وهي نسيج العلم وأداة بيد مالكها تؤهله لمواكبة التقدم العلمي المستقبلي، وأن تطوير بناء مفاهيمي لدى الفرد ضروري لمساعدته في إدارة كميات المعلومات التي لديه والتفكير في العلاقات التي بينها، مما سيوفر له فرضيات عديدة لاختبارها.

فوائد استخدام خرائط المفاهيم في التدريس

  • تنظم مادة التعلم والتعليم، وتعتبر أداة فعالة لتنمية التعلم البنَّاء.
  • تستخدم من أجل تحسين تفكير الطلبة.
  • تساعد الأستاذ على قياس مستويات التحليل، والتركيب، والتقويم عند الطلبة.
  • تكامل بين كميات كبيرة من المادة وتختزلها في مساحة محدودة يمكن متابعتها بصرياً وذهنياً.
  • تساعد على تفسير الظواهر العلمية وحل المشكلات.
  • تبرز صورة البنية المفاهيمية لموضوع معين والعلاقات الموجودة بين مكوناته بشكل يساعد الفرد المتعلم على الربط الواعي بينها.
  • تعمل كجسر بين الفجوات المفاهيمية الموجودة في البناء المعرفي للمتعلم.
  • تضيف مفاهيم جديدة إلى ذهن المتعلم لم يكن يتصورها سابقا.
  • تدعم لدى الطلبة مشاعر وسلوكيات إيجابية أثناء اكتسابهم الخبرات وبعدها.
  • تساعد المتعلم على مراجعة المادة الدراسية بشكل مركز.
  • تحفز على المناقشات الحيوية إذا ما تم إنتاجها بشكل تعاوني، وتجعل من الممكن إيجاد توفيقات تكاملية جديدة تؤدي بدورها إلى فهم جديد وأشد قوة.
  • تقلل من الاحتفاظ الحرفي للمعلومات غير ذات المعنى.
  • تعمل عمل منظم تمهيدي يربط المعرفة الجديدة بالمعرفة المخزونة في عقل المتعلم.
  • تشجع كلاً من المعلم والمتعلم على تحليل المادة الدراسية بشكل مُفصل ودقيق مما سيعطي صورة واضحة للبناء العقلي للطالب في الموضوع المعني.
  • تعمل على تقويم تحصيل المتعلمين بشكل حقيقي يوضح أين وصل المتعلم بالفعل، حيث تبين كمية المفاهيم لدى الشخص والعلاقات بينها، وما إذا كانت هذه العلاقة صحيحة أو خاطئة مع تبيين موضع الخطأ.
  • توضح الطريقة الصحيحة للتعلم؛ ذلك أن التعلم الفعَّال ذي المعنى يبدأ مما يعرفه المتعلم بالفعل ثم يستكمل على النحو المطلوب، وهذا ما يقدح الإبداع لدى المتعلمين من خلال إنشاء روابط متينة غير تقليدية بين التعلم السابق واللاحق.
  • تفيد في بناء المناهج بناء تسلسليا صحيحا يتضح فيه بصورة منهجية المدى والتتابع للمفاهيم المراد تدريسها، كما يمكن أن يعطي امتدادا أفقيا لبناء التكامل مع حقول المعرفة الأخرى؛ ذلك أن الخريطة تتسع لكل ما يمكن إضافته بل مع وضوح علاقات السبب والنتيجة.
  • تمثل تطويرا للتفكير من خلال تحسين إدماج الخبرة في ذهن المتعلم؛ ذلك أن خرائط المفاهيم توضح كيف تبنى الخبرة؟، وكيف يبنى عليها؟، وكيف يبنى منها؟.
  • تساعد خرائط المفاهيم الأستاذ في امتلاك بنية مفاهيمية متماسكة حول الموضع، مما يمكنه من التعامل والتصرف مع المعرفة بحذق ومهارة، وتبسيطها واختيار استراتيجيات التعلم والوسائط التعليمية المناسبة لتعليم المتعلم بشكل يربط بين المعارف الجديدة والبنية المفاهيمية للموضوع الموجودة مسبقا في عقل المتعلم.
  • تنسجم خرائط المفاهيم مع منحى البنائية (المقاربة بالكفاءات) حيث يبني المتعلم نسخته الخاصة من المعرفة.
  •  تحقيق المعنى المشترك بين المعلم والمتعلم حيث تكشف لكل منهما ماذا لدى الآخر، ثم يتقدمان إلى الأمام بوعي وقصد.
  •  يتم إعداد خرائط المفاهيم من خلال حوار ومناقشة بين الطلاب مع بعضهم، وبينهم وبين الأستاذ عبر ما يمكن تسميته بـ «التفاوض لدعم وجهات النظر»، ويمكن أن يتضمن ذلك حوارا وتبادلا ومشاركة وأحيانا تسوية مصالح، ومن المتفق عليه أنه لا يوجد خريطة مفاهيم واحدة صحيحة بل يمكن أن يحكم على خريطتين وثلاث وأربع خرائط أنها كلها صحيحة، وهذا ما يوفر قيما تتعلق بوجهات نظر الآخرين وتقبلها بصدر رحب.
  • تعد تدريبا على التفكير التأمّلي حيث تتضمن عملية بناء خرائط المفاهيم دفعا للمفاهيم وجذبا، وضما لبعضها البعض وتفريقا مرة أخرى، وينظر إلى ذلك كرياضة فكرية تشحذ أذهان المتعلمين.
  • تتضمن نشاطا إبداعيا، وتساهم في دعم الابتكار، فعند بناء خرائط المفاهيم يمكن تطوير علاقات مفاهيمية جديدة، وبالتالي معان جديدة ، أو على الأقل معان لم تكن مدركة بصورة شعورية، وما هو الإبداع إلا صناعة الروابط بين المعاني، أي أنها تنمي مهارات التفكير الناقد والإبداعي لدى الطلبة.
  • تساعد على صقل مهارات عمل استدلالية، وتجنب اكتساب وتراكم المعرفة الخاملة.

 المصدر، باختصار وتصرف: موقع الباحث محمد النبوي محمد السيسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم على تفضلكم بالتعليق، سيتم مراجعة هذا التعليق قبل نشره خلال الـ 24 ساعة القادمة.