شريط الأخبار

*** كتاب جديد في علوم التربية ""طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين"" حمله الآن من صفحة "علوم التربية" ... لا تنتظر أكثر ... اقرأه فورا ***"

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم


نبذة تاريخية


بد أت فكرة تنويع التدريس تأخذ مكانتها في السياسات التعليمية للدول المختلفة منذ عام 1989 حين أعلنت وثيقة حقوق الطفل، وعام 1990 نتيجة للمؤتمر العالمي للتربية الذي عقد في جومتيان، وتلاه مؤتمر داكار عام  2000 الذي أوصى بالتعليم للتميز ، والتميز للجميع.







وكان لتوصيات تلك المؤتمرات انعكاسات مباشرة على العملية التعليمية/التعلمية سواء بالنسبة لمحتوى التعليم أو لطرق التدريس. ففيما يتعلق بالمحتوى كان هناك توجه نحو تكامل المعرفة، وربط التعليم بالعالم خارج المدرسة بما في ذلك من تعدد للثقافات والعادات والمعتقدات. وهذا يتطلب بالضرورة تقبل الاختلاف واحترام الآخر، وتطبيق العدالة المجتمعية.
أما فيما يتعلق بطرق التدريس فكان تركيز تلك المؤتمرات على ضرورة الأخذ بفلسفة التعلم النشط، وأن يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية التي يجب أن تتم في مناخ ديمقراطي، تشارك فيه جميع الأطراف، وأن تركز المناهج التعليمية على المفاهيم الأساسية والافكار المحورية التي ترتبط بحياة المتعلم، وأن يهدف التعليم إلى إحداث وتكوين الفهم لدى المتعلم مما يمكنه من التفكير الإبداعي وحل المشكلات.

ركزت توصيات تلك المؤتمرات الدولية أيضاً على الأخذ في الاعتبار الاختلافات بين المتعلمين، وأن التلاميذ يتعلمون بطرق مختلفة، وأنه من الضروري تنويع المناهج وطرق التدريس بحيث يتمكن جميع المتعلمين من تعليم يتلاءم مع خصائصهم وأن يحقق لكل منهم أقصى درجات النجاح والإنجاز في إطار إمكاناته وقدراته.

في العالم العربي


وعلى مستوى العالم العربي ساد شعور بتدهور حاد في مستوى التعليم والتعلم؛ ففي مؤتمر متابعة توصيات التربية للجميع الذي عقد في القاهرة عام 2000 ظهر بوضوح هذا القلق العام على مستوى التعليم في معظم الدول العربية. وأشارت نتائج مشروع متابعة التعليم الذي قامت به منظمتي اليونسكو واليونسيف في تسع دول عربية بين 1993 و 1999 أن مستوى كفاءات تلاميذ الصف الرابع الابتدائي أقل من المستويات المعيارية التي أقترحها مؤتمر جومتيان، وكانت نسب تحقيق هذه الكفاءات في الدول العربية: % 12 في اللغة العربية، و % 10 في الرياضيات، و % 25 في المهارات الحياتية. وتبين أيضاً أن نسبة التلاميذ الذين يعيدون سنوات الدراسة والذين يتسربون من المدرسة في تزايد مستمر مما يطلق إنذاراً لضرورة التصدي لهذه الظاهرة.

واشارت هذه الدراسات إلى أن هذا التناقص في جودة التعليم في كثير من الدول العربية يرجع أساساً إلى محتوى تعليمي غير مرتبط بحياة التلاميذ وقدراتهم، وطرق تدريس جامدة وتقليدية تركز فقط على الحفظ والاسترجاع، وليس على الفهم والإبداع.
ويؤخذ على التعليم في كثير من الدول العربية إتباع نظم شديدة المركزية لا تترك مجالاً لمراعاة اختلاف احتياجات المتعلمين وتنوعها، مثل أنواع الذكاء وأنماط التعلم، وتجارب ومعلومات المتعلمين السابقة أو ميولهم أو اهتماماتهم. كما أن مركزية نظم التعليم لا تتيح للمعلم فرصا مناسبة لتخطيط وتنفيذ تدريسه وفقاً لاحتياجات تلاميذه، فالتنويع ممنوع وبالتالي الإبداع ممنوع  !!
وإذا أضفنا إلى ما سبق توجه السياسات التعليمية في كثير من دول العالم إلى التعليم الموحد للجميع؛ بمعنى عدم عزل ذوي الاحتياجات الخاصة سواء الموهوبين أو المعاقين في فصول أو مدارس خاصة بهم، ودمجهم مع أقرانهم من التلاميذ في الفصول العادية، فإن هذا بلا شك يتطلب مهارات جديدة لابد أن يتعلمها المعلم وأن يتقنها. ولعل أهم هذه المهارات هي قدرته على تنويع التدريس في الفصل لمواجهة الاختلافات بين التلاميذ، وتمكين كل تلميذ من تحقيق أعلى مستويات النجاح والتميز في حدود قدراته، ووفقا لخصائصه واهتماماته.

دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم


وفي اجتماع خبراء التربية من دول العالم المختلفة والذي عقد في مقر اليونسكو بباريس في شهر مارس 2007 بهدف تحديد الممارسات التي ترتقي بمستوى التعلم، قدمت الأستاذة الدكتورة/كوثر حسين كوجك عرضاً بعنوان «تنويع التدريس والتعلم النشط هما مفتاحا التعلم الفعال»، وكانت  إحدى توصيات هذا الاجتماع إعداد دليل للمعلمين حول تنويع التدريس. ومن هنا ظهرت الحاجة لهذا الدليل.

وجاءت مبادرة المكتب الاقليمي لليونسكو ببيروت لتنفيذ هذه التوصية على مستوى الوطن العربي، وقام بتكليف الدكتورة «كوثر كوجك » بهذه المهمة. وتم تشكيل فريق عمل من الأساتذة الذين يجمعون بين التمكن في النظريات والاتجاهات الحديثة في المناهج وطرق التدريس، إلى جانب تجاربهم الميدانية في المدارس في دول عربية مختلفة.

وكان هذا الدليل بعنوان تنويع التدريس في الفصل «دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم في مدارس الوطن العربي». يتضمن الدليل ثـمانية فصول قدمناها للقارئ في تسلسل منطقي، مع الاستعانة بالأمثلة التوضيحية، والكتابة بأسلوب تفاعلي نشرك من خلاله القارئ في الحوار والمناقشة وذلك بهدف ربط الدليل بالواقع الفعلي لعملية التدريس في الفصل.

يبدأ الدليل بتعريف مفهوم تنويع التدريس، ولماذا نحتاج إلى تنويع التدريس في مدارسنا العربية. ثم نشرح للقارئ ماهية العناصر التعليمية التي يمكن تنويعها، وكيف يتم تنويع كل عنصر، وفي شرح تفصيلي تناولنا استراتيجيات التدريس التي تساعد المعلم في تنويع تدريسه. وفي الفصلين الخامس والسادس عرضنا بعض الاتجاهات والنظريات الحديثة في المناهج والتدريس وعلاقتها بتنويع التدريس، و أوضحنا للمعلم كيف تتكامل هذه النظريات من أجل تحقيق تعلم أفضل.

ونظرا لأهمية عملية التقييم في نظرية تنويع التدريس فقد خصصنا فصلا لمناقشة تنويع التقييم وأهمية ذلك في العملية التعليمية/التعلمية. ثم يأتي الفصل الثامن والأخير ويهدف إلى توجيه المعلم المبتدئ في محاولات تنويع التدريس إلى أفضل الخطوات التي تمكنه من تنفيذ كل ما سبق في فصول الدليل، ونرد على التساؤلات المحتملة، ومناقشة بعض المشكلات المتوقعة.

ينتهي الدليل بخاتمة مختصرة توضح نظرة مستقبلية لأهمية تنويع التدريس في الفصل الدراسي الموحد، ومكانة هذا الدليل في الاستعداد للمستقبل.

ونضيف في نهاية الدليل قائمة ببعض المراجع المرتبطة بموضوع تنويع التدريس باللغة العربية، ومجموعة مراجع باللغة الإنجليزية، وكذلك بعض المواقع على الإنترنت.

لمن يوجه هذا الدليل


يسعدنا أن نوجه هذا الدليل لكل معلم ومعلمة في جميع الدول العربية، من جميع التخصصات النوعية، ومن جميع المراحل التعليمية ممن يسعون إلى تحسين طرق تدريسهم ويرغبون في الارتقاء بمستوى التعلم لدى التلاميذ والتلميذات من جميع الأعمار.
ويفيد هذا الدليل المعلم حديث التخرج، كما يفيد المعلم الممارس والذي يرغب في تجريب تطبيق نظرية تنويع التدريس. ولاشك أن الموجهين والموجهات سوف يستفيدون استفادة كبيرة من قراءة هذا الدليل، وسوف يجد كل من هؤلاء في هذا الدليل إجابات عن الأسئلة الكثيرة التي قد تراودهم في كل ما يتعلق بتنويع التدريس. كما قد يفيد هذا الدليل طلاب كليات التربية كجزء من تمكينهم من مهارات التدريس غير التقليدية، والتي أصبحت ضرورة لكل معلم يريد أن يحقق تعلما متميزاً لدى التلاميذ والتلميذات.

كيف يستخدم الدليل


بداية نرجو أن يبدأ القارئ بقراءة مقدمة الدليل ليعرف الخلفية التي كانت وراء إعداده، ويتعرف أهدافه ومحتواه. ثم عليه أن يقر أ فصول الدليل بترتيب ورودها في الدليل. سوف يلاحظ القارئ أننا نطلب منه المشاركة في بعض موضوعات كل فصل، وتكون المشاركة فردية أو بالتعاون مع بعض الزملاء. ونرجو أن ينفذ القارئ ما يطلب منه أولاً بأول، فسوف يساعده ذلك على التأكد من فهمه لمحتويات كل فصل قبل الانتقال إلى الفصل الذي يليه. وهذا الترتيب والفهم التراكمي هو سر فهم نظرية تنويع التدريس، وبالتالي القدرة على تطبيقها.

يمكن للقارئ الإفادة من مواقع الانترنت الواردة في نهاية الدليل لمزيد من الاطلاع والاستزادة من معرفة الجديد في هذا المجال.
يتقدم فريق إعداد الدليل بكل الشكر والتقدير لأسرة المكتب الإقليمي لليونسكو ببيروت على كل ما قدموه من آراء وتوجيهات أثناء العمل. ونتمنى أن يكملوا المشوار بالاهتمام بإعداد دورات تدريبية للمعلمين في العالم العربي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذا الدليل.

نتمنى أن نكون قد وفقنا لتقديم هذا العمل العلمي للمعلم  والمعلمة في مدارس الوطن العربي من أجل تعلم أفضل لأبنائنا وبناتنا مما يفتح أمامهم آفاق المستقبل.

رئيس فريق العمل
الأستاذة الدكتورة/كوثر حسين كوجك
حرر في فبراير 2008 م


لتحميل الدليل، انتقل إلى صفحة علوم التربية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم على تفضلكم بالتعليق، سيتم مراجعة هذا التعليق قبل نشره خلال الـ 24 ساعة القادمة.